2009/01/03

رواية (و سقطوا كالزجاج ..فاجمع معى اجزاءه) ..... الجزء الثالث


تخرج السيارة بالجثة ....نركب نحن الثلاث فى تاكسى اوقفه احدى ساكنى العمارة....نحن




بالسيارة لا نتحدث ...نحن فى مهمة ننجزها الان و بعدها فراق ابدى محتوم و




منتظر ...الوصلة الاخيرة لفراق انتظرناه جميعا ....السبب الوجيه الذى سيطلق سراحنا




من بعضنا البعض ....نخرج من التاكسى عند وصلنا المدافن ....رجلان يحملا




النعش ...نحن الثلاث خلفهما ...اخى ينظر حوله ....انا انظر بالنعش ...يسير خلفى




رجلان لا اعرفهما ....القران صوته مسموع واضح فى اذنى ....زينب تغطى وجهها من




حرارة الجو ...الحانوتى يمصمص شفاته .....ايه ده يا خويا الجنازة ديه ....جنازة هس




هس ...مفيش صويت مفيش دموع ...صبى الحانوتى يقرب منى ...تحب اجيب حد يصوت




عليها يا باشمهندس ...طالما مافيش حد من العائلة غيركم ..يا عينى عليكوا يا باشمهندس لا




عمة و لا خالة...الحقيقة اننا نسينا ان نخبر حد من العائلة بموتها ...لسبب بسيط جدا اننا لا




نعرفهم ....و لا نعرف اين يسكنوا او ارقام هواتفهم....تحدثت طوال عمرها بدون




توقف ...تحدثت عن كل شىء الا اهم الاشياء .....حكت عن حياتها و روعتها و عن ابى و






حقارته و عن العائلة و لكن من كثرة ما تحدثت لم نعد نسمع ...لم نعد نفهم ...تتحدث لنفسها




فى المطلق..لم نعد نهتم ماذا تقول ...لو استمعنا جيدا لادركنا من هم عائلتنا و لكن لم نعد




نحتمل وقتها...يا لسخرية لو استمعنا قليل باستعاب لعرفنا ....لا نعرف احد و لا يعرفنا




احد.... الحانوتى يطلق اصوات غريبة ....نظرت امامى ....النعش يفلت من يد




الرجلان ....يكاد يسقط ....هناك فتاة ترتدى قميص احمر فاضح تضع احمر شفاه يلمع




بقوة...جلست بجوار احد القبور ...تدخن سيجارة بفجور ...تصفر لنا ...تلعب بحبات




الرمل باصابع قدميها ....سقط نعش امى امامى ....الكل مدهوش ...محروم ...حياة فى






ارض الاموات...نابضة بكل شىء فى ارض الاموات ....شرف ما زال ينظر للقبور و لم






يعى الامر....شيلوا النعش يا اغبياء ...شيلوه ...صبى الحانوتى يضرب كف على






كف ....لا حول و لا قوة لا بالله ...الراجل اتجنن ..يا استاذ يا استاذ الحق اخوك بيقول






ايه ....ما النعش مرفوع اهوه يا باشمهندس ....الفتاة ترفع قميصها لاعلى ...تنظر لعايد






بشهوة قوية ...تشير اليه باصابعها ....تجحظ عيناه ....يبلع ريقه بصعوبه ....صراع مع






نفسه ...ارتكب المعصية فى هذا المكان امام هؤلاء جميعا ...لحظة دفن امى ماذا سيقول




الناس عندها ...صورتى التى طالما احافظ عليها ستحتقر و لن يتذكروا لى الا هذا




الامر ...الكل يخطا هل افوت تلك اللحظة .... لم ارى فاكهة مثلها ....اذا تركتها




ستخسر طوال عمرك ...انها تنادى عليك لا على شرف هذه المرة ....الفتاة ترفع القميص




لاعلى اكثر ...كفاية ...انا الاخلاق لن اسقط ...اريدها ...ربما فى وقت اخر ...بعيدا عن




عيونهم...لا اى وقت اخر لا ...لن اكون مثله ....الله فوق كل شىء ...لن




اغضبه ...ساخرج المصحفو اقرا على امى ...ساسامح امى ...سازورها كل يوم ...لا كل




اسبوع ....سافعل ما فى وسعى ...ينظر عايد نحو شرف الذى امتلات ملامحه المتهكمة




بالنظرة المستهزءة..يشيرعايد نحو الفتاة لاخيه شرف ...شايف اللى هناك ديه و




بتبصبصلى...يجيب شرف و الضحكة تلفت نظر الحاضرين ....طبعا طوبة مكتوب عليها



اسم الراقد تحت التراب ......ربنا يشفيك



اخرس يا اعمى .....بش مهم .....المهم انى هكسب فى الاخر يعنى هكسب كل شىء ....انت



اللى هتخسر يا شرف ....انت اللى هتخسر